كيفية الحصول على النوم العميق و أفضل نصائح النوم

“النوم هو السلسلة الذهبية التي تربط بين صحتنا وأجسادنا.”
ربما تعتقد أن النوم الجيد يعني فقط عدد ساعات النوم تكون طويلة، لكن الحقيقة أن نوعية النوم أهم من مدته. في كل ليلة يدخل جسمك في دورة نوم تتكرر عدة مرات، لكن المرحلة الأكثر أهمية فيها هي النوم العميق. هذه المرحلة بالذات هي التي تجدد خلاياك، تقوي ذاكرتك، وتحافظ على توازنك النفسي والجسدي. فما هو النوم بعمق ؟ ولماذا لا نحصل عليه دائماً بسهولة؟ هذا ما سنكتشفه معاً في هذا المقال.
ما هو النوم العميق ؟
هل تعلم أن النوم العميق يساعد على نمو الأطفال، ويقوي الذاكرة، ويقلل من خطر الأمراض المزمنة؟ النوم ليس مجرد راحة، بل هو عملية معقدة تمر بمراحل مختلفة، تلعب فيها مرحلة النوم بعمق الدور الأكبر في تعزيز صحة الجسم والعقل.
دورة النوم
تمر دورة النوم بأربع مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى: مرحلة النوم غير الريمي وهي مرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم.
- المرحلة الثانية: النوم الريمي وهو نوم خفيف يتباطأ فيه نشاط الدماغ .
- المرحلة الثالثة: النوم العميق، حيث يتباطأ نشاط المخ بشكل كبير.
- مرحلة حركة العين السريعة (REM): تحدث فيها الأحلام ويزداد نشاط المخ.
ما الفرق بين النوم الخفيف و النوم العميق؟
خلال النوم الخفيف، يمكن الاستيقاظ بسهولة، وتبقى العضلات نشطة جزئياً. أما النوم بعمق ، فيصعب الاستيقاظ منه، ويتباطأ فيه نشاط الدماغ ويُصبح الجسم في حالة استرخاء تام.
هل تعلم أن النوم العميق يقل بنسبة 2% كل عشر سنوات بعد عمر الثلاثين؟
فوائد النوم العميق
النوم العميق يُعد المرحلة الأهم في دورة النوم. إذ تعدد فوائد النوم مثل إعادة بناء أنسجة الجسم، ويُعزز نمو العضلات، وينظّم معدل ضربات القلب. خلال هذه المرحلة، ينخفض نشاط الدماغ ليتفرغ لترميم الخلايا وتقوية جهاز المناعة، مما يجعل الاستيقاظ بعدها شعوراً بالانتعاش الجسدي والذهني، و اعتماد نمط الحياة الصحي .
تأثير النوم العميق على الجهاز المناعي
خلال مرحلة النوم بعمق ، يُنتج الجسم السيتوكينات، وهي بروتينات تُساعد في مقاومة الالتهابات والعدوى. تشير دراسة من “Mayo Clinic” إلى أن قلة النوم بعمق تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
علاقة النوم العميق بالذاكرة والتركيز
أثناء النوم العميق، يُنقّي الدماغ نفسه من السموم ويُعزز الروابط العصبية، مما يُساعد على تثبيت المعلومات وتحسين التركيز. كما أوضحت الدراسات أن الطلاب الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم بعمق أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة.
كيفية الحصول على نوم عميق

للحصول على نوم عميق، يجب أن يتهيأ الجسم والعقل للنوم تدريجياً. إليك بعض العادات التي تساعد على النوم ، حيث يمكنك أن تبدأ بتقليل الإضاءة في المساء، تجنب المنبهات، النوم في وقت محدد ، هذه كلها عوامل تُرسل إشارات إلى الدماغ عندما تكون مستعداً للنوم وأن وقت الراحة قد حان. النوم في بيئة هادئة ومظلمة يساعد أيضاً على الاستغراق في النوم بعمق بسهولة.
عادات النوم العميق اليومية التي تعزز ليلاً
- الالتزام بوقت النوم يومياً
- تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم
- ممارسة نشاط بدني معتدل خلال النهار
- استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق
أطعمة ومشروبات تساعد على الدخول في نوم عميق
- الحليب الدافئ لاحتوائه على التريبتوفان
- الموز لأنه غني بالمغنيسيوم
- شاي البابونج الذي يُهدئ الأعصاب
- تجنب الكافيين بعد الساعة 4 مساءً
هل تعلم أن درجة حرارة الغرفة المثالية للنوم العميق هي بين 18 و21 درجة مئوية؟
ما الذي يحدث أثناء النوم العميق ؟
أثناء النوم بعمق ، وتحديداً في المرحلة الثالثة من مراحل النوم الريمي، تحدث تغيّرات فسيولوجية مذهلة داخل الجسم، منها:
- إبطاء النشاط الدماغي: الموجات الدماغية تصبح بطيئة ومنتظمة، وهذا يساعد الدماغ على استعادة طاقته وتنظيم المعلومات.
- انخفاض ضربات القلب والتنفس: يصبح التنفس أبطأ، ومعدل ضربات القلب ينخفض، مما يُقلل من الضغط على القلب والأوعية الدموية.
- إفراز هرمونات النمو: الجسم يُفرز هرمون النمو بكثافة، وهو ضروري لترميم الخلايا، وبناء العضلات، وتجديد الأنسجة، وخصوصاً عند الأطفال.
- تعزيز الجهاز المناعي: تُنتج الخلايا المناعية مواد مثل “السيتوكينات” التي تُقاوم الالتهابات وتحمي الجسم من العدوى.
- تثبيت الذكريات: الدماغ ينقل المعلومات من الذاكرة القصيرة إلى الطويلة، ويُقوّي الروابط العصبية.
- تنظيف الدماغ من السموم: يُفعّل الجهاز الليمفاوي ، وهو مسؤول عن إزالة الفضلات من الدماغ مثل بروتينات الأميلويد المرتبطة بالخرف.
باختصار، النوم بعمق هو وقت “الصيانة الداخلية” للجسم والعقل.
مخاطر قلة النوم العميق

هل تعلم أن النوم العميق هو الهدية التي تقدمها لجسمك وعقلك؟ ولكن عندما تفتقده، تبدأ المخاطر بالتراكم. إذا لم يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم بعمق ، فقد يؤدي ذلك إلى العديد من التأثيرات على صحتك العامة. خلال النوم بعمق ، عادة ما تحدث عملية إصلاح الخلايا وتجديد الطاقة. قلة هذه المرحلة يمكن أن تضعف الجهاز المناعي، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
من أبرز المخاطر التي قد تواجهها بسبب قلة النوم بعمق هو ضعف الأداء العقلي، إذ تؤثر قلة النوم بعمق على الذاكرة والتركيز، مما يجعل التعلم والتذكر أكثر صعوبة. كما أن الإرهاق الجسدي يصبح أكثر وضوحاً عند عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بعمق ، حيث تشعر بتعب مستمر طوال اليوم.
لذلك، إذا كنت تشعر بأنك لا تنام بشكل جيد، قد حان الوقت للتركيز علىجودة النوم بدلاً من عدد الساعات فقط.
التأثيرات النفسية لنقص النوم العميق
النوم العميق لا يحسن فقط جسمك، بل يؤثر بشكل كبير على حالتك النفسية. فعندما لا تحصل على نوم عميق كافٍ، يتأثر الدماغ بشكل مباشر. تظهر مشاعر القلق والاكتئاب، ويصبح التحكم في العواطف أكثر صعوبة. هذا لأن النوم بعمق يساعد في إعادة تنظيم المشاعر وحل التوتر.
إليك بعض التأثيرات النفسية:
- تقلبات مزاجية: قلة النوم بعمق قد تجعلك أكثر عصبية وأكثر عرضة للانفعالات.
- الشعور بالإحباط: بدون نوم عميق، يمكن أن تشعر بانخفاض مستويات الطاقة طوال اليوم.
الخبر الجيد هو أن نوم العميق يمكن أن يساعد في تحسين حالتك النفسية بشكل كبير، ويمنحك شعوراً بالراحة النفسية.
العلاقة بين قلة النوم العميق والأمراض المزمنة
النوم العميق له دور كبير في الحفاظ على صحتك وحمايتك من الأمراض المزمنة. إذا كنت لا تحصل على كمية كافية من النوم بعمق ، يصبح جسمك أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض. إليك بعض التأثيرات السلبية لقلة النوم بعمق على الصحة:
- ارتفاع معدل ضربات القلب: قلة النوم بعمق تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الاضطرابات الأيضية: نقص النوم العميق يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الهرموني، مما قد يتسبب في زيادة الوزن أو حتى مرض السكري.
النوم بعمق لا يقتصر على الراحة فقط، بل هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة. إذا كنت تجد صعوبة في النوم أو تستيقظ متعباً، قد يكون السبب قلة النوم بعمق.
مقدار الحصول على النوم العميق
النوم العميق هو المرحلة الثالثة من مراحل النوم ، حيث يحدث النوم بعمق خلال دورة النوم والتي تستمر عادةً حوالي 90 دقيقة. حيث يحتاج البالغون إلى ساعات نوم تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات للحصول على قسط كافٍ من النوم، في حين أن الأطفال يحتاجون إلى عدد ساعات من النوم أكبر لدعم النمو وتطور المخ. والنوم بعمق ، يساعد على استعادة العضلات وتحسين جودة النوم، مما يساهم في تقليل اضطرابات النوم وتحسين معدل ضربات القلب أثناء الليل.
كما أنه قبل وقت النوم، يمكن أن تساعد بعض العادات مثل القراءة أو الاسترخاء في الدخول في النوم بسهولة. أيضًا فإنه خلال فترة النوم ، يتعرض الجسم لعدة مراحل النوم غير الريمي ، حيث يكون النوم العميق ضرورياً لإعادة شحن الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم بعمق يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في التركيز والاكتئاب أثناء النهار. لذا، من المهم الالتزام بنمط حياة صحي يساعد على تحقيق أفضل جودة النوم والحفاظ على صحة القلب.
الأسئلة الشائعة حول النوم العميق
على ماذا يدل النوم العميق ؟
يدل النوم بعمق على أن الجسم قد دخل في مرحلة مهمة من دورة النوم، حيث تحدث عمليات ترميم للخلايا، وتقوية للمناعة، وتنظيم لوظائف القلب والمخ. إنه مؤشر على جودة النوم وسلامة الأداء الفسيولوجي.
ما مدة النوم العميق التي يحتاجها الإنسان؟
يحتاج الأشخاص إلى 9 ساعات من النوم العميق يومياً، وهو ما يعادل 20% من إجمالي وقت النوم. هذه النسبة ضرورية للحفاظ على التوازن الهرموني والتركيز العقلي خلال النهار.
كيفية الحصول على نوم عميق ؟
الدخول في النوم بعمق يتطلب نمط حياة منظم، مثل تثبيت مواعيد النوم، تجنب الكافيين مساءً، تخفيض الإضاءة تدريجياً، والاسترخاء قبل النوم بقراءة أو تنفس عميق.
ما هي أسباب اضطرابات النوم العميق؟
تتسبب عدة عوامل في اضطرابات النوم بعمق ، أبرزها التوتر، الإفراط في استخدام الشاشات، وعدم انتظام مواعيد النوم، أو مشاكل صحية مثل توقف التنفس الليلي أو اضطراب القلق العام. في هذه الحالات يصبح النوم أكثر صعوبة .
هل جربت النوم العميق من قبل ؟
لا يعتبر النوم بعمق مرحلة من مراحل النوم المختلفة، بل هو حجر الأساس في صحة الجسد واستقرار النفس. من خلال تحسين روتين و مدة النوم والاهتمام بالعادات المسائية، نستطيع تعزيز فرصنا للحصول على نوم عميق ومريح. النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة لحياة متوازنة ومليئة بالطاقة.
ماذا عنك؟ هل تعتقد أنك تنال قسطاً كافياً من النوم بعمق ؟ شاركنا رأيك وخبراتك في التعليقات!
تعرف معنا أيضاً على فوائد المشي اليومية: لماذا يجب أن تبدأ الآن؟