حركة الجنين: لغة التواصل الأولى بين الأم وطفلها

لا شيء يُضاهي اللحظة السحرية التي تشعر فيها الأم بحركة طفلها داخل رحمها لأول مرة. إنها تجربة عاطفية ومذهلة، وكأن الجنين يهمس لها ليطمئنها بأنه ينمو ويزدهر. من الرفرفة الخفيفة الأولى إلى الركلات القوية في الأشهر اللاحقة، تصبح هذه الحركات لغة فريدة بين الأم وطفلها الذي لم يولد بعد. توفر هذه الحركات رؤى حول صحة الجنين ومستويات طاقته وحتى استجابته للأصوات واللمس. في هذا المقال، سنأخذكِ في رحلة جميلة لفهم متى تبدأ حركة الجنين، وكيف تتغير طوال فترة الحمل، وماذا تعني كل حركة، حتى تشعري بالراحة والارتباط بطفلكِ الصغير. 💕

متى تبدأ حركة الجنين لأول مرة؟

تبدأ حركة الجنين في وقت مبكر جداً من الحمل، لكن الأم لا تشعر بها على الفور. يبدأ الجنين في التحرك في الأسبوع 7 أو 8 عندما تبدأ العضلات الصغيرة في النمو. ومع ذلك، فإن هذه الحركات تكون ضعيفة جداً بحيث لا يمكن الشعور بها. في هذه المرحلة، يمكن رؤية الحركة عبر الموجات فوق الصوتية، لكنها تظل غير محسوسة للأم.

معظم النساء يشعرن بحركة الجنين لأول مرة بين الأسبوع 16 والأسبوع 25. إذا كان هذا هو الحمل الأول للأم، فقد لا تتعرف على هذه الحركات حتى الأسبوع 20 إلى 25. أما النساء اللاتي سبق لهن الحمل، فقد يشعرن بالحركة في وقت مبكر، حوالي الأسبوع 16 إلى 18، لأنهن أكثر دراية بالشعور.

ايكو ل جنين
ايكو ل جنين

في البداية، تكون حركات الجنين خفيفة جداً ودقيقة، وغالباً ما يتم الخلط بينها وبين الغازات أو الرفرفة أو النبضات الخفيفة. ولكن مع نمو الجنين، تتحول هذه الأحاسيس إلى ركلات واضحة وحركات دحرجة وتمدد. بحلول الثلث الثالث من الحمل، تصبح حركة الجنين جزءاً منتظماً ومطمئناً من الحياة اليومية، وتزداد قوة مع اقتراب موعد الولادة.

كيف تشعر الأم بحركة الجنين؟

يعد الإحساس بحركة الجنين داخل الرحم تجربة مثيرة ومؤثرة، خاصة للأمهات لأول مرة. في البداية، قد يكون من الصعب التمييز بين حركة الجنين والأحاسيس الجسدية الأخرى، مثل الهضم. ولكن مع نمو الطفل، تصبح الحركات أقوى وأكثر وضوحاً.

خلال الأسابيع الأولى من الحركة (بين الأسبوع 16–25)، تكون الحركات على شكل:

  • رفرفة ناعمة، مثل أجنحة الفراشات تلامس البطن.
  • فقاعات صغيرة، تشبه تحرك الغازات في الأمعاء.
  • نبضات خفيفة، مثل تقلصات عضلية صغيرة تحت الجلد.

في البداية، قد تكون هذه الحركات غير منتظمة، حيث تمر بعض الأيام دون أن تشعر بها الأم. هذا طبيعي تماماً لأن الجنين لا يزال صغيراً وحركاته ليست قوية بعد.

مع نمو الجنين، تصبح حركاته أكثر وضوحاً وتنوعاً، مثل:

  • ركلات أقوى، خاصة بين الشهر الرابع والخامس.
  • تمدد ودوران حيث يغير الجنين وضعيته.
  • نوبات فواق (حازوقة)، وهي حركات إيقاعية متكررة طبيعية تماماً.

بحلول الثلث الثالث، تصبح الحركات أكثر انتظاماً. قد يكون للجنين أنماط نشاط يومية، حيث يصبح أكثر نشاطاً في المساء أو بعد تناول الأم الطعام. وقد تضغط بعض الحركات على المثانة، مما يسبب رغبة متكررة في التبول.

ام تحمل صورة جنينها
ام تحمل صورة جنينها

نعم! لكل جنين نمط حركة فريد. بعض الأمهات يشعرن بالحركة في وقت مبكر، بينما قد يستغرق الأمر وقتاً أطول بالنسبة لأخريات. العوامل التي تؤثر على الإحساس بالحركة تشمل:

  • عدد مرات الحمل: النساء اللواتي حملن من قبل يشعرن بالحركة في وقت أبكر.
  • وضع المشيمة: إذا كانت المشيمة في الجهة الأمامية (المشيمة الأمامية)، فقد تمتص الحركات، مما يجعلها أقل وضوحاً.
  • طبيعة الجنين: بعض الأجنة أكثر نشاطاً من غيرهم، وهذا طبيعي تماماً.

كيف تتطور حركة الجنين خلال الحمل؟

حركة الجنين هي واحدة من أول طرق التواصل بينه وبين أمه. تبدأ كحركات خفيفة غير ملحوظة، ثم تصبح أقوى وأكثر وضوحًا مع تقدم الحمل. لنلقِ نظرة على كيفية تطور حركة الجنين شهراً بشهر.

  • الشهر 1–2 (الأسبوع 1–8)💙: بداية صغيرة، لكن لا يوجد إحساس بالحركة في هذه المرحلة، يكون الجنين مجرد مجموعة من الخلايا النامية، وتتطور الأعضاء بسرعة. بحلول الأسبوع السابع أوالثامن، تبدأ العضلات في التطور، ويبدأ الجنين في التحرك، لكن هذه الحركات غير إرادية وضعيفة جداً بحيث لا يمكن الشعور بها.
  • الشهر 3 (الأسبوع 9–12)💙: الحركات الأولى غير المحسوسة يبدأ الجنين في تحريك ذراعيه وساقيه، ولكن هذه الحركات ضعيفة جداً بحيث لا يمكن للأم الشعور بها.
  • الشهر 4 (الأسبوع 13–16)💙: بداية الشعور بالحركة تصبح الحركات أكثر وضوحاً مع تطور العضلات. قد تبدأ بعض الأمهات في الشعور برفرفة خفيفة، لكن معظمهن لن يلاحظن أي شيء بعد.
  • الشهر 5 (الأسبوع 17–20)💙: أولى الحركات المميزة معظم الأمهات يشعرن بحركة الجنين لأول مرة خلال هذا الشهر. قد يبدأ الجنين في التفاعل مع الأصوات الخارجية، مثل صوت الأم أو الموسيقى.
جنين
جنين
  • الشهر 6 (الأسبوع 21–24)💙: ركلات أقوى وأنماط حركة
    تزداد قوة الحركات وتصبح أكثر انتظاماً. قد تلاحظ الأمهات أن الجنين لديه نمط نشاط يومي، حيث يكون أكثر حركة في المساء.
  • الشهر 7 (الأسبوع 25–28)💙: تفاعل واستجابة أكبر
    يستطيع الجنين التعرف على صوت أمه والاستجابة للمس. قد تزداد حركته عند تناول الأم طعاماً حلواً أو عند الاستلقاء.
  • الشهر 8 (الأسبوع 29–32)💙: مساحة أقل، ركلات أقوى
    مع نمو الجنين، يصبح لديه مساحة أقل للحركة، لكن الركلات والتمددات تظل قوية.
  • الشهر 9 (الأسبوع 33–40)💙: الاستعداد للولادة
    في هذا الشهر، قد تقل الحركة قليلاً بسبب ضيق المساحة، لكنها لا تختفي. بدلاً من الركلات، تشعر الأم بالضغط والتمدد حيث يتخذ الجنين وضعية الولادة.

هل تختلف حركة الجنين الذكر عن الأنثى؟

من أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان الأمهات الحوامل: هل يمكنني معرفة جنس الجنين من خلال حركته؟ البعض يعتقد أن الجنين الذكر يتحرك بشكل مختلف عن الأنثى، وأن هناك فروقاً في عدد الركلات وقوتها، لكن ما مدى صحة ذلك؟

هناك اعتقاد شائع بين الأمهات بأن:

  • الجنين الذكر يتحرك في وقت أبكر من الأنثى، وتكون حركاته أقوى وأوضح، وتشعر الأم بركلاته في أماكن مختلفة من البطن.
  • الجنين الأنثى تكون حركته أكثر هدوءاً وأقل قوة، لكنه يتحرك بعدد مرات أكثر، أي أن حركاته متكررة ولكنها ليست عنيفة.
عائلة تنتظر طفل
عائلة تنتظر طفل

العلم وحقيقة الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى

  • حتى الآن، لا يوجد دليل علمي ثابت يثبت وجود فرق واضح بين حركة الجنين الذكر والأنثى. فحركة الجنين تعتمد على العديد من العوامل الأخرى، مثل:
  • عمر الحمل: مع تقدم الحمل، تصبح الحركات أقوى بغض النظر عن الجنس.
  • وضع المشيمة: إذا كانت المشيمة أمامية، فقد تمتص بعض الحركات، مما يجعلها أقل وضوحاً، سواء كان الجنين ذكراً أو أنثى.
  • طبيعة الجنين: بعض الأجنة يكونون أكثر نشاطاً بطبيعتهم، بغض النظر عن جنسهم.
  • نشاط الأم: إذا كانت الأم تتحرك كثيراً خلال اليوم، فقد لا تلاحظ حركات الجنين بوضوح، بينما إذا كانت مستلقية، فقد تشعر بها أكثر.

العوامل التي تؤثر على حركة الجنين

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد أو تقلل من حركة الجنين، ومنها:

  • عمر الحمل: تزداد الحركة مع تقدم الحمل، لكنها قد تقل قليلاً في الشهر التاسع بسبب ضيق المساحة.
  • وضع الجنين والمشيمة: قد تخفف المشيمة الأمامية من الإحساس بالحركة، بينما الوضعية المريحة قد تزيدها.
  • نشاط الأم: قد تجعل الحركة اليومية الأم أقل انتباهاً لحركة الجنين، بينما يكون الإحساس بها أوضح عند الاسترخاء.
  • التغذية: تناول الأطعمة السكرية قد يزيد من نشاط الجنين، بينما قد تقل حركته عند شعور الأم بالجوع.
  • الأصوات والمحفزات: قد يستجيب الجنين للأصوات العالية أو لصوت الأم بالحركة.
  • التوتر وصحة الأم: القلق أو التعب قد يقللان من نشاط الجنين بسبب تأثيرهما على الدورة الدموية.
  • كمية السائل الأمنيوسي: يمنح السائل الأمنيوسي الجنين مساحة للحركة، ونقصه قد يحدّ منها.
ام حامل
ام حامل

إذا لاحظتِ انخفاضاً كبيراً في الحركة، فمن الأفضل استشارة الطبيب. 💙👶

متى تكون قلة حركة الجنين مدعاة للقلق؟

من الطبيعي أن تختلف حركة الجنين من يوم لآخر، وأحياناً قد تلاحظ الأم أن جنينها يتحرك أقل من المعتاد. لكن متى يكون هذا طبيعياً، ومتى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

جنين

في بعض الحالات، قد تقل حركة الجنين بشكل ملحوظ، مما يستدعي الانتباه. يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا لم تشعر الأم بأي حركة بعد الأسبوع 25 من الحمل.
  • إذا حدث انخفاض مفاجئ أو توقف تام للحركة.
  • إذا لم يتحرك الجنين 10 مرات على الأقل خلال ساعتين بعد الأسبوع 28.
  • إذا كانت الحركات ضعيفة أو أقل بكثير من المعتاد.

عادةً ما يجري الطبيب فحص الموجات فوق الصوتية أو يراقب معدل نبضات قلب الجنين للتأكد من سلامته.

🩺 ماذا تفعلين إذا لاحظتِ قلة الحركة؟

رضيع
رضيع

تعد حركة الجنين مؤشراً مهماً على صحته وتطوره داخل الرحم، وتتغير قوتها مع تقدم الحمل. يجب على كل أم حامل مراقبة هذه الحركات والتفاعل معها، فهي أول وسيلة تواصل بينها وبين جنينها. إذا لاحظتِ أي تغير غير طبيعي، فلا تترددي في استشارة الطبيب، فسلامتك وسلامة طفلكِ تأتي أولاً! 💙👶

المراجع:

اقرأ أيضاً:
الرضاعة الطبيعية: غذاء الحب والصحة للأم والطفل

اترك تعليقاً