متى يجب أن أذهب إلى طبيب نفسي؟

قريباً: استشارة طبيب مجانية

يعد الطب النفسي من التخصصات الطبية الناشئة، وما زال يحيط به الكثير من علامات الاستفهام. هذا، وبالإضافة إلى المعتقدات والثقافة العامة.. قد ترى أن في ذهابك إلى الطبيب النفسي رفاهية. فعامة الناس يخلطون بين المرض النفسي وضعف الإيمان. بينما آخرون يخشون من الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفًا من الوصم! عزيزي القارئ، زيارتك للطبيب النفسي لا تعني أنك مجنون، لا تعني أن إيمانك ضعيف، وليست رفاهية. فإذا كنت تتساءل الآن: “متى أزور الطبيب النفسي؟” اقرأ معنا لتعرف الإجابة!

الطب النفسي

قد يبدو لك السؤال ساذجا ولا يحتاج إلى تفسير. لكن، في ظل التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، وسرعة انتشار الأخبار والنصائح، يبدو من الضروري تعريف بعض المسميات بشكل واضح.

الطبيب النفسي، هو من أنهى دراسة الطب _والتي تستغرق نحو سبع سنوات في أغلب الأماكن_ وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة. وقضى مدة تبلغ ثلاث أو أربع سنوات في دراسة الطب النفسي، وقام بتحضير شهادة علمية. لا يستطيع الأخصائي النفسي، أو المعالج النفسي القيام بمهنة الطبيب فيما يتعلق بنقطة التشخيص وكتابة العلاج الدوائي.

أما الأخصائي النفسي والمعالج النفسي، فهم الأشخاص الذين قاموا بدراسة علم النفس، أو ما يتعلق به من دراسات إنسانية. وقاموا بتحضير شهادات علمية في مجالهم. وتعلموا أساليب العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي، العلاج بالتقبل والالتزام، وغيرهم.

تتشابه أعراض الاضطرابات النفسية مع أعراض الأمراض العضوية الأخرى. فإذا كنت تعاني من أعراض مثل: مشاكل في النوم، تغير في الشهية، أو تغير في الحالة المزاجية. قد يشير هذا إلى احتمالية وجود مشكلة عضوية وألا يكون السبب هو تعب نفسي بالضرورة.

الأعراض السابق ذكرها قد تحدث مع اضطراب هرمونات الغدة الدرقية، أو أمراض الكبد وغيرها. لذلك، لا تندهش في حالة قام الطبيب النفسي بطلب فحوصات، أو وجه إليك أسئلة متعلقة بصحتك الجسدية. صدق أو لا تصدق، فالقواعد الأولى في ممارسة الطب النفسي تتضمن استثناء وجود مشاكل صحية أخرى قبل تشخيص الحالة.

من الضروري الانتباه لهذه النقطة، خاصة لدى النساء. من الشائع في المجالات الطبية التقليل من شكاوى السيدات والتوجه إلى التفكير أن الأعراض الجسمانية تعود إلى حالة نفسية سيئة. وهذا قد يعرض حياة المريضة للخطر، لأن الطبيب يغفل عن احتمالية وجود مشكلة عضوية تستدعي الانتباه والحل.

الصحة النفسية

هناك حالات يجب فيها زيارة الطبيب النفسي على الفور، فإذا كنت تعاني من واحدة من المشاكل التالية، أنت أو أحد تهتم لأمره، لا تتردد في الذهاب.

  • إذا كنت تعيش حالة من القلق المستمر، أو تجد صعوبة في التحكم في أفكارك ومشاعرك. فقد تكون بحاجة إلى طبيب نفسي. هناك علامات واضحة تستدعي زيارة المختص، مثل:
  • مشاعر الحزن أو الإحباط لفترة طويلة: إذا استمر الاكتئاب أو الشعور بالحزن أكثر من أسبوعين دون سبب واضح. فقد يكون مؤشراً لمشكلة نفسية تحتاج للعلاج.
  • القلق والتوتر الزائد: القلق شيء طبيعي، لكن لو كان يعطلك عن حياتك اليومية أو يسبب أعراض جسدية مثل الصداع أو الأرق. فهذا إنذار مهم.
  • تغييرات مفاجئة في السلوك أو المزاج: الغضب السريع، الانعزال عن الناس، أو فقدان الشغف بالأشياء التي كنت تستمتع بها. كلها علامات لا يجب تجاهلها.
  • مشاكل في النوم أو الأكل: الأرق المستمر، أو النوم لساعات طويلة، أو فقدان الشهية وزيادة الوزن المفاجئة. كلها قد تكون مرتبطة بمشكلة نفسية.
  • صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات: لو كنت تشعر أن ذهنك مشوّش باستمرار، أو لديك صعوبة في اتخاذ القرارات. فقد يكون السبب اضطراباً نفسياً.
  • أفكار إيذاء النفس أو الآخرين: هذا من أخطر المؤشرات التي لا يمكن تجاهلها أبدًا. إذا شعرت برغبة في إيذاء نفسك أو لديك أفكار انتحارية، يجب التوجه فورا للطبيب أو طلب المساعدة من شخص تثق به.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية: إذا كنت تعاني من توتر مستمر مع العائلة أو الأصدقاء أو تجد صعوبة في التعبير عن نفسك. فقد يكون العلاج النفسي مفيداً.
  • مرورك بصدمات أو تجارب صعبة: مثل فقدان شخص عزيز، أو التعرض لحادث، أو مشاكل في العمل أو الدراسة. وكلها قد تؤثر نفسياً وتحتاج دعماً متخصصاً.

تستدعي الحالات السابقة زيارة الطبيب النفسي على الفور في حال استمرت لمدة أسبوعين أو أكثر. من المهم معرفة أن الطب النفسي مثل بقية التخصصات الطبية الأخرى، كلما ذهبت للطبيب مبكراً، كلما كان أفضل لأجل صحتك العقلية، وحالتك النفسية، وحياتك كلها.

مرحى! لقد أخذت أهم خطوة!

اطمئن، لن تشعر باختلاف كبير. ستجد أن الأمر يشبه زيارة أي طبيب في تخصص آخر. في الزيارة الأولى، سيعرفك الطبيب بنفسه، ويطلب بعض البيانات عنك، ويوجه إليك بعض الأسئلة المتعلقة بصحتك الجسدية للتأكد من سلامتك. ثم يلتفت إلى السبب الرئيسي لزيارتك

بعد مناقشة الشكوى الأساسية، عادة، ستجد الطبيب النفسي يعرفك بحقوقك: مثل ضمان السرية التامة (أن ما تقوله لن يخرج عن الغرفة)، وحقك في اختيار أسلوب العلاج المناسب لك وفقا لحالتك (دوائي، أو نفسي). ويطمئنك بأنه لا وجود للأحكام هنا، فهو لن يطلق عليك وصف شخص جيد أو سيئ. في النهاية، يساعدك الطبيب من خلال توضيح الطريقة التي ستجري بها الأمور في الزيارات القادمة، هذا في حالة احتياجك إلى المتابعة. وقد يطلب منك إجراء بعد الفحوصات كما ذكرنا في البداية.

زيارة الطبيب النفسي

في النهاية:

ببساطة، أنت لا تحتاج إلى سبب لزيارة . ليس من الضروري أن تكون في حالة نفسية شديدة السوء، أو تعاني من المشاكل التي ذكرناها في البداية. من حقك الذهاب في أي وقت، للحفاظ على سلامتك النفسية والعقلية من التوتر والضغوط. ليس ضعفًا أن تطلب المساعدة! بل إن فكرت قليلًا، ستجد أن زيارة الطبيب النفسي قد تحسن الكثير من الأمور. لأنك ستحصل على العون بطريقة احترافية، وكما يقال دائماً : ما خاب من استشار.

لتعرف أكثر:

You May Also Like:

When should I go to a psychiatrist?